حمورابي لم يذهب الى كندا 

بقلم: محمد بلغازي     

بعد ملحمة أسود الأطلس بالمونديال انفجرت قنبلة اعلامية مباشرة من مونريال فضجت وسائل التواصل الاجتماعي بقذفات صاروخية وضربات مقص عجائبية على اثر تصريح في ظاهره عشوائي ولكنه يخفي ما يخفيه ..جاء على لسان وزير مهم من وزراء حكومة المهازل والمأساة الاجتماعية التي يصطلي بنارها المغاربة خاصة مغاربة الطبقة المتوسطة والتي تم الاجهاز عليها لتجد شرائح الحد ” الأدمى ” للأجور نفسها بين مطرقة الغلاء الفاحش وسندان التجاهل الحكومي لمطالب المغاربة ..

وبالعودة الى ” حمورابي ” الذي لم يزر كندا ..فقد صرح في غفلة من الزمن بأنه يملك من المال ما أهله ليبعث بأحد أنجاله الكرام البررة الى كندا للحصول على اجازتين في القانون طبعا ويعود لخدمة وطنه ومواطنيه ويحل مشاكلهم القانونية والقضائية انطلاقا من الاجازة الكندية ..ولا أحد يعرف شيئا عن طبيعة العلاقة بين محاكم المغاربة وقوانين كندا ..الا أولئك الضالعون في أمور ذوي القربى ..وخاصة اذا كانوا في مواقع المسؤولية وعلى كراسي اتخاذ القرار في مجالات القضاء جالسا أو واقفا ..وقد انتشرت التعاليق حول الموضوع كالنار في الهشيم في مواقع التواصل الاجتماعي وحتى غير الاجتماعي مطالبة باستقالة الوزير بعد سقطته تلك وقد سبق لبعض الأصوات أن ارتفعت أيضا قبل مباراة ” المحاباة ” مطالبة باستقالة صاحب محطات الوقود المنسوب اسما الى القارة السمراء ..وطبعا لم يحدث ذلك ..ولن يحدث ..فالمحاسبة غير واردة في نظامنا الحكومي وغيره ولا يعقل أن نجر مسؤولا الى قفص الاتهام وهو المحصن بمتاريس وأسلاك وجدران واعيا بما يفعله وما عليه فعله لو حدث شيئ ما من قبيل ” لنا مغربنا ..ولكم مغربكم ” بمعنى لنا المناصب المالية المحترمة والامتيازات ولكم السانطر دابيل ومعامل الكابلاج وغيرهما من الأعمال الهابطة في سوق العمالة والبورصة ..من هنا لا داعي للمزيد من المطالبة باستقالة أي كان فلن يجرأ أحد على فعل ذلك ما دامت المصالح متشابكة بين العديد من الأطراف الفاعلة في المغرب الأخر ..